دفتر الأيام في بلدي اليامون
سهران اقلب الأوراق
وأنبش دفتر الأيام
أفتش على الربع والديرة
على الأيام والسهرات
على الأفراح والأحزان والآهات
في بلد كانت فيها طفولتنا
وكنا نعيش قمة سعادتنا
بساطة ومرح كانت معيشتنا
الله ما أروع السهرة ولمتنا
والنومة بالندى تحت عريشتنا
وقبعة تين عالريق من حكورتنا
على كبارالبلد وهم مجتمعين
بعد العصر بالحارة والدكاكين
على طاولة الزهر الكل ملتمين
ضحك ومزح وكلام للمغلوبين
جلسة حكاوي وقصص فلاحين
تمنيتها دامت وظلينا مبسوطين
عن الأفراح في بلدي ما أحلاها
والمأذون لما يطل الفرحة نبداها
وشنطته بإيده ودفتره جواها
والزغاريد تعج لما يطل ما أقواها
وصفط راحة وحلو والشنطة يملاها
ومطبقيات مزينة والحلو يملاها
ما كان في كروته ولا صالات
ولا كهربا والسهرة عاللوكسات
والفرح يعم البيوت والحارات
والشبابة تنادي لأجمل الدبكات
سهرة حدادي وأجمل الطلعات
وفاردة حنا أول الحفل للستات
حمام العريس عند واحد من الخلان
وزفة في البلد وهو معتلي الحصان
وشمسية مزينة بذهب وبأبهج الألوان
والشباب قدامه تغني وتزفه بالميدان
والصبايا خلفه وهاي زفة العرسان
وعروس تكمل الفرح والعقبى للعزبان
انا ما رحت لبعيد بس مقدر ومسطور
وكان ينادي عالضايع في البلد ناطور
يا سامعين الصوت صلوا عالنبي
يا من وجد هالضايع ومذكور
واللي ينكره يقطع ماله ونسله مبتور
يا هل ترى نادى على غيابنا ناطور!؟
بتذكر صبايا البلد الواردات العين
حاملات جرار حتى من النبع يملين
أصايل وبجرارهن عالراس يتغاوين
بثياب مزركشة مثل الغزال يمشين
يا ترى في حد بعده بيذكرك يا عين
واللا مثلي غبت عن ذهنهم لما غبت عن العين
بتذكر تلال القمح على البيادر معرومة
والزينات تقشش لتبدي حاجات معلومة
وصباغ للقش بالشبة وألوان مدعومة
قبعة وجونة وصنية وطباق مرسومة
صارت تراث وتحف وآهات مسمومة
إلها في القلب ذكريات للوطن محمومة
دعوني أخلط الأوراق
وأغلق دفتر الأيام
وأنسى الربع والديرة
وأشرب كاس هذياني
كفاني العيش وحداني
لحين ما يفيق أو يصحو زماني
ابونضال عاشق تراب فلسطين
تعليق